ماكنا نتمني أن يظهر فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي حيث لايجب أن يكون , وأن نفتقده حيث كان يتوجب عليه أن نراه في الأمور المصيرية التي تهم المسلمين المأزومين بقرارات وسياسات سلطة الفساد في مصر والدول العربية , ومن ثم كنا نسمع صوته دائماً مؤيداً لقرارات وسياسات السلطة الحاكمة في مصر , وما التعديلات الدستورية التي لم يقرأها او يطلع عليها , أو تلك التعديلات حسبما قرر هو ذاته , بأنه بعد أن قال نعم لتأميم الحريات في مصر , وتأميم الحياة السياسية والحزبية في مصر لصالح الحزب الحاكم في مصر , أن ضميره قد إرتاح بعد أن قال نعم في الإستفتاء علي التعديلات الدستورية , وخاصة المادة 88 التي تلغي الإشراف القضائي الكامل علي الإنتخابات , ومن ثم تمهد لعودة البلطجة الأمنية وسيادة مبدأ تزوير الإنتخابات , ومعها علي طول الخط المادة 179 التي تأمم الحريات , وتجعل الحياة الخاصة منزوعة الحرمة , بل وتصبح بالتعديلات التي قال فضيلته عليها بالتصويت بنعم !! والتي تجعل يد النيابة العامة والقضاء مغلولة عن أي رقابة علي أعمال القبض والتفتيش مما يجعل المواطنين المصريين في حالة خوف دائم من تلفيق القضايا الخاصة بقانون الإرهاب الذي يحتكر تفسير مفرداته , سلطة الحزب الحاكم فقط , وتصبح تعديلات المادة 179 من الدستور بمثابة دعوة مفتوحة للقبض علي أحاد الناس بدون وجه حق , وخاصة قوي المعارضة , والقوي الرافضة لنظام حكم مبارك الأب الذي يسلط علي رقابهم مقصلة الإرهاب !!
ولكن المؤسف له أن يكون شيخ الأزهر سباباً , ومخالفاً في أقواله لنص القرآن الكريم الذي ينص علي أن ليس للإنسان إلا ماسعي , وأن لاتزر وازرة , وزر اخري !! ثم يعيب ويشتم علي أهل وأقارب , من نقد صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم , بالرغم من رفضنا الشديد لأي إهانة توجه للاديان بصفة عامة , والدين الإسلامي بصفة خاصة , ومن ثم لأتباع هذا الدين سواء كانوا من الصحابة , أو من السلف الصالح رضي الله عنهم , وأرضانا وأرضاهم أجمعين !! ولكن المؤسف له أن شيخ الأزهر يتناول الأمور بنفس المنطق الذي تناول به المنتقدين لبعض مسالك الصحابة رضوان الله عليهم , تلك الأمور التي كانوا يباشرونها من خلال أعمالهم وتصرفاتهم الدنيوية , التي أضفي علماء المسلمين , والمشايخ علي الصحابة نوع من القداسة , التي لم يرتضيها الله ورسوله , إذ أن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم قال عنه ربه ( إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي , وأنما ألهكم إله واحد ) وقال هو عن نفسه في أحاديث كثيرة رافضاً الإطراء والتعظيم والتفخيم الذي كان يتناوله الصحابة في معاملتهم له صلي الله عليه وسلم !!
وهذا النقد الذي يوجه إلي صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم ليس معناه نقداً للإسلام , ونقد بعض الأحاديث التي تتنافي مع الحقائق العلمية والطبية , وتتنافي مع قواعد العقل والمنطق الفطري السليم , ليس هذا معناه أن هذا نقد , ونقض للإسلام , حتي ينبري المزايدين بإسم الإسلام للدفاع عنه , وكأن الإسلام أصبح قطاع خاص , مملوك لفئة , أو جماعة , أو طائفة , هي التي لها حق الدفاع عنه دون غيرها من الطوائف أو الجماعات , أو الفئات , وهذا لاينفي وجود العديد من الأحاديث الموضوعة , أو الضعيفة , أو الأحاديث المدسوسة كذباً وزوراً وبهتاناً , وتم تلفيقها من ناحية المتن , في سياق سليم من السند , وذلك في أيام الفتن , والملاحم , والصراعات , التي كانت تدور رحاها علي خلفية المصلحة السياسية التي كان يبتغيها المسلمون , من وراء هذه التلفيقات والتكذيبات بإسم الرسول صلي الله عليه وسلم , والتاريخ الإسلامي ملئ بالعديد من الروايات الكاذبة التي تؤكد مسعي التكذيب والتلفيق , ولكن المصيبة , أن تكون هذه التلفيقات منسوبة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم !!
ولكن أن يجعل شيخ الأزهر من إحترام الصحابة رضوان الله عليهم هو الركن السادس من أركان الدين الإسلامي , حسبما صرح فضيلته وجري علي لسانه فيما نقلته صحيفة المصري اليوم في عددها الصادر يوم 23 4 2007 إذ صرح فضيلته : في الحفل الديني الذي أقامته جمعية الشبان المسلمين بمدينة سوهاج، مساء أمس الأول، هذا الكلام لا أساس له من الصحة، ومن كتبه متحلل من جميع الفضائل، وليس من منبت طيب، لافتا إلي أن إحترام الصحابة ركن سادس من أركان الإسلام , رداً علي المتناولين شخصيات الصحابة بالنقد الجارح , والذي نرفضه ونمجه , ولانرضي به علي الإطلاق !! والذي لانرضي به أن يكون شيخ الأزهر المفترض فيه أن يكون ممثلاً للرمز الديني أن يرمي من قال بهذا الكلام معرضاً لأهله وأسرته , وعشيرته , بأنهم منبت ليس بطيب !! وهذا لون من ألوان السباب المنهي عنه , وأن هذا الشخص متحلل من جميع الفضائل !! وهذا المسلك لأنرضاه من شيخ الأزهر علي الإطلاق , ولكن الذي نرضاه هو أن يفند كافة المزاعم والأسانيد علي هدي من العقل والمنطق السليم قارعاً الحجة بالحجة , والدليل بالدليل , والرأي بالرأي , والبرهان بالبرهان , نافياً كل شبهة يعتقد فيها بأنها شبهة , ويدحضها بالحجة والدليل , أما أن يتم سب أهل من قال بذلك , فهذا يخالف منطق , ألا تزر وازرة وزر أخري !!
بل وأن جعل إحترام الصحابة من أركان الإسلام , وجعلهم الركن السادس , فهذا إستطراد ليكون السلف الصالح يمثلوا الركن السابع , والتابعين يمثلوا الركن الثامن , وتابعي التابعين يمثلوا الركن التاسع , حتي نصل إلي أساطين الحكم والسلطة في عصرنا ليكونوا في أساسيات فسادات حكمهم يمثلوا ركن من أركان الإسلام , وتصبح طاعتهم واجبة , بل مفروضة علي المسلمين , وذلك برغم فساداتهم المتعددة , ومظالمهم السياسية التي لاتحصي ولاتعد , والتي إن قلنا عنها مظالم دينية فسيتم تكفيرهم , وإستباحة أموالهم ونسائهم , ودمائهم , علي هدي من كلام فضيلة شيخ الأزهر وتصريحاته التي تعتبر في نظر الملايين من المسلمين بمثابة فتوي واجبة الإتباع وملزمة للمسلمين في التفعيل !! بل وسيتم تكفير شيخ الأزهر نفسه لأنه قال نعم للتعديلات الدستورية !! فهل يرضي شيخ الأزهر بذلك ؟!! الإجابة ليست من حقنا , فهي وحدها معقودة بلسان شيخ الأزهر !! مع الإحترام الشديد لصحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم , ولشيخ الأزهر !!