القاهرة : في 29-12-2008
أمين المهدي : العداء للدولة المدنية يجمع بين السلطة والإخوان ورجال الكنيسة.
الضعفاء الذين يؤمنون بالقوة العارية , سرعان مايتحولون إلي خدم أو جواسيس .
قضية سوزان تميم هى سلوك سلطة وليس مجرد جريمة .
العدالة فى مصر أصبحت مجرد احتمال أقرب إلى الصدفة .
وزير الثقافة المصرى يفخر أنه رجل مخابرات .
مكتبة الإسكندرية ينقصها غرف للإستجواب والتعذيب .
سفير مصر فى إسرائيل يسأل : هو مين حسن فتحى ده؟!!
الجمهوريات العسكرية العربية تحصل على شهادة حسن سلوك من إسرائيل .
معركة غزة مثال حى على السياسات المزدوجة .
العراق ينقصه رجال دولة وكل التحالفات الشيعية الحاكمة هم أبناء ولاية الفقيه.
نجاح باراك أوباما هو ثورة ثقافية إجتماعية.
أمين المهدي إنسان يذهب به التفكير إلي آفاق ليس لها حدود , قد يصل به العقل المجرد من أي نوازع إيديلوجية إلي حد الصدامات مع أصحاب المصالح في منظومات الطغيان والفساد والإستبداد التي تعيش في أجواء القهر والسجون والمعتقلات وترتكب جرائم بحق المواطنين قد تصل في بعض الأحيان للقتل والتغييب القسري , وهذا ما تعرض له صاحب هذه المحاورة العقلية الراصدة للجرائم المستمرة ضد الإنسان والمجتمع .
وإلي الحوار :
الجزء الأول
س : بعد لقاء سابق لك فى أغسطس الماضى فى موقع إيلاف انفجرت مأساة سوزان تميم، وكأن حديثك نبوءة سوداء، ما تعليقك؟
ج : للقضية أبعاد متعددة، نستبعد منها البعد القانونى بسبب قرار حظر النشر رغم عدم منطقيته؛ ذلك أن المحاكمة والحكم هى باسم الشعب، فكيف يسمح بجلسات محاكمة مفتوحة دون أن يعرف الشعب؟ وما يعنينى هنا هو السياق السياسى، إذ إنه بعد وقوعها أحرق حزب الغد ومعه عمارة جروبى الجميلة، ثم التعريض بالشرف الشخصى للسيدة جميلة إسماعيل زوجة أيمن نور فى جريدة قومية، بعد تهديدات السيد جمال مبارك السافرة للمعارضة، وقبل التهديد جرت محاولة رثة وفاشلة لغسل الوجه عن طريق تمثيلية تخليص رهائن ألمان وإيطاليين فى الصحراء الغربية فانقلبت الى فضيحة دولية. وإذا رجعنا الى المتهمين فى القضية: أولهما ضابط أمن سابق فى أمن الدولة، والثانى عضو لجنة السياسة المنوط بها السطو على السلطة على هيئة توريث، ويتمتع بكل أنواع الحصانات والحماية الرئاسية، ووالده ضابط سابق وعمه ضابط مخابرات كان يعمل فى المغرب العربى، وليس لهم تاريخ رأسمالى من أى نوع سوى مطبعة صغيرة بدائية فى القاهرة لا قيمة لها، وحصل على أراض من الدولة قيمتها 34 مليار جنيه دون مقابل ودون شفافية، وقبلها حصل على أحد أهم الثروات المعمارية بالأسكندرية والخاضعة لقانون الآثار وهو فندق سان استيفانو، ولا يعلم أحد أين ذهبت تحف الفندق ومقتنياته الرائعة، وكانت حديقة الفندق إحدى رئات التنفس للأحياء الخلفية فى الأسكندرية، كل ذلك من أجل إقامة خازوق خرسانى قبيح. إنها ثروات النفوذ المفاجئة لأعضاء قاعدة السلطة السياسية والاقتصادية والأمنية، وأغلبهم جاء من القاع الإجتماعى ومن جهازالخفاء الإجرامى الذى يعمل من مكتب الرئيس، حتى أن ملك السيراميك، الذى قتل زوجته وهرب بودرة الفياجرا، والده سائق تاكسى،وأحدهم نصب على شركة إعمار فأخرجته من الشراكة وبدلاً من دخول السجن حصل على ثروة طائلة، ومن يريد الإستيلاء على أرض الضبعة ومطار إمبابه والد عطار ومدان للبنوك بمليار وسبعمائة مليون جنيه مصرى، وصاحب مدن الأحلام وقنوات الأحلام كان وكيلا للجهاز، وأغلبهم يحمل بقايا ألقاب مزورة. إن جريمة سوزان تميم هو سلوك سلطة شبه يومى، ولكنها تحولت إلى مأزق لأنها وقعت فى بلد يحترم القانون.
س : تقصد أن وقوع الجريمة فى دبى هو السبب فى التركيز الإعلامى والقانونى عليها ؟
ج : طبعا ، وإلا كيف تفسر الإعلان عن المتهمين والجريمة فى الصحف الخليجية واللندنية فى الوقت الذى أصدرت فيه السلطات المصرية حظر نشر ليس من حقها أساسا. و أذكرك أنه عندما كان 1100 مصرى يغرقون فى آخر جرائم العبارات عرضت الولايات المتحدة طائرة بحرية متخصصة للمشاركة فى الإنقاذ ولكن السلطات المصرية رفضت بإسم السيادة الوطنية ، كانت العبارة تحمل علما أجنبيا وفى المياه الدولية، وهكذا غرق المصريون. كما أنه فى القضية بلاغات بخطف أعضاء من طاقم العبارة بعد نجاتهم ومن المستشفى، وبعد ذلك أصبحت القضية كلها جنحة إهمال حصل صاحبها المجرم على البراءة، وقتلوا مستشار ورئيس محكمة وحبس وزير لمدة سنتين هو محيي الديى الغريب قبل تبرئته لأنه أعاقهم. وقبل سوزان تميم قتل أشرف مروان ربما بسبب مضاربات الأرضي أو حيازة أسرار والفنانة سعاد حسني، والاعتداء الوحشى على الفنانة شيرهان، وحبس رجال الأعمال الحقيقيين من الأسر الرأسمالية مثل حسام أبو الفتوح من أجل سرقة السوق منهم، ومن أجل تدمير سمعته أخرجوا من أحراز التحقيق، فى نفس يوم القبض عليه، قرصاً جنسياً مدمجاً وزعوه مجاناً، بالإضافة إلى إعتقال زوج شقيقته الدبلوماسى حلمى سرحان بسبب إستباحة ميزانية السفارة فى سويسرا من جهة سيادية عليا. ناهيك عن قتل الصحفى رضا هلال وحبس الشاب الشجاع عبد الكريم نبيل سليمان المعروف باسم كريم عامر بتهم فاشية من نوعية " إهانة رئيس الجمهورية"، ولا تنس أن حكم جمهورية يوليو بدأ بقتل الصحفى يحيى نصار يوم 27 يوليو 52، والمستشار كامل لطف الله رئيس دائرة الاستئناف فى 54، قلت لك إنه سلوك سلطة.
س : أشم من حديثك التشكيك فى نزاهة القضاء المصرى؟
ج : منذ زمن غير قصير أحاول أن لا أتعامل مع الأكلشيهات والأفكار سابقة التجهيز، كيف يمكن لقضاء أن يصدر أحكاما نزيهة فى ظل دولة اللا قانون بدءاً من التشريع وانتهاء بالتنفيذ، حيث تفرض السلطة التنفيذية الثواب والعقاب على رجال السلطة القضائية وتسيطر تماما على جهات التحرى والتحقيق والأدلة الجنائية والطب الشرعى وتنفيذ الأحكام والسجون، هل تصدق ان الشرطة فى قاعة المحكمة لا تخضع للقاضى؟ والمناصب القضائية العليا يعينها رئيس كل شىء وصاحب الوطن، أى رئيس الجمهورية. بالتأكيد هناك شرفاء بين القضاة ورجال التحقيق والأمن انا مدين لبعضهم ببقائى على قيد الحياة ولكنهم يخوضون معركة صعبة ويائسة. إن العدالة فى مصرتحولت الى مستوى الاحتمال الاقرب الى الصدفة، وأنا شخصيا تعرضت لحكم قضائى ملوث ومنحرف فى موضوع القضية رقم 2337 لسنة 73 قضائية أمام محكمة النقض منذ 7 أبريل 2003، ولم يصدر فيها حكم حتى الآن، ولا أعتقد أنه سيصدر، بادعاء ( وصلنى شخصيا) أن الخطأ الجسيم للقاضى لابد أن يثبت أنه صادر عن سوء نية، هل سمعت من قبل تفاهات قضائية مثل هذه وبهذا المستوى؟ ولا أعرف كيف يمكن لأحد أن يثبت سوء النية لدى القاضى خاصة أنه لا توجد غرف أشعة إكس (×) تصور النوايا، كما ان الخطأ الجسيم يمكن أن يصدر عن مستوى منخفض من الكفاءة أو الإهمال أو الفساد أو الغفلة أو ماشابه. إنه حكم كان دافعه الفجور والوقاحة السياسية والأمنية، وبغرض الاغتيال بعد السجن. إن كل ذلك يذكرنى بشكوى الفلاح الفصيح فى مصر القديمة : " سيدى الشريف.. وعدتنى بالعدل وهاهم قضاتك يرتشون بسلة فاكهة".
س : ما هى الحماية التى يمكن أن يلوذ بها المواطن المصرى فى مثل هذه الظروف ؟
ج: لا توجد حماية من أى نوع إذا أصبح المصرى هدفا سياسيا أو جنائيا أو اقتصاديا للعصابات وجماعات الاعمال القذرة الحاكمة إلا إذا فتحت المحاكم الدولية ومحاكم الاتحاد الاوروبى على مصراعيها أمام رعايا الدول الفاشية، ذلك لأن حكم جمهورية يوليو العسكرية الدينية قضى على الوكلاء الاجتماعيين وبالتالى لم يعد للمجتمع المصرى ممثلين سياسيين أو مجتمعا أهليا أو مدنيا من أى نوع، وحتى جماعات حقوق الإنسان ليست إلا مصائد وأفخاخ للمعلومات الأمنية و عملية تجميل لوجه قبيح.
س : هل تقصد بتعبير جمهورية يوليو العسكرية القوات المسلحة المصرية؟
ج : بالتأكيد لا، ذلك أن الجيش هو مقطع رأسى من المجتمع، وهو أحد مؤسسات الدولة الحديثة ورمزياتها الوطنية، وهو أحد ضحايا جمهورية يوليو، فقد بددوا خبراته وتراتيبيته منذ البداية بتعيين صاغ أو كابتن نصف متعلم قائدا عاما للجيش وبرتبة فيلد مارشال، كما انه يوجد جيش آخر الآن على النمط البعثى تحت مسمى الحرس الجمهورى، ولكننى أقصد الكيان السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى للحكم بالقوة العارية التى تحتكر الاحتياجات الروحانية للمجتمع فى إطارها التحذيرى والاحتياجات الاخلاقية فى محورها الجسدى، إنها جمهورية انقلابية جاءت من الهزيمة فى 1948 واستمرت هزائمها فى 1956و1967و 1973، وذات تاريخ وطنى مزيف، ذلك أن الاستقلال عن الاستعمار كان انجازا مدنيا وسياسيا وقانونيا وشعبيا بكل أبعاده.
س : كنت تتحدث عن القضاء عن الوكلاء الاجتماعيين والممثليين السياسيين؟
ج : أضيف طبعا إليهم ثمرة هذه الهياكل وهم رجال الدولة، وبعد ذلك زيفت الثقافة الاجتماعية والسياسية والتاريخية، وحتى المعارف العامة بواسطة المثقفين الرسميين أو كلاب الحراسة من حفاة الريف والرعاع الثوريين والثعالب الصغيرة والمؤسسات الدينية المتضخمة الرجعية. وحتى فرق الفنون والمرح الشعبى من لاعبى البيانولا وصندوق الدنيا وخيال الظل والقارقوز والحواة وفرق الموسيقى والغوازى والسيرك ومقلدى شارلى شابلن ومروضى الحيوانات، كل هؤلاء قبض عليهم بتهمة التسول خلال الستينات، وكان عددهم يتجاوز 30 ألف فنان ولاعب. وإذا أخذنا المؤسسات الثقافية الحالية كمثال تطبيقى نجد وزير الثقافة الحالى يفخر بأنه رجل مخابرات، وأنه جمع المثقفين حول الدولة، ووقف يصرخ فيما يسمى مجلس الشعب معترفا أنه من حارقى الكتب، ثم بلغ به التخبط أنه عرض زيارة إسرائيل للتكفير عن ذلك، لكنهم رفضوا دعوته، والغريب أنه وجهازه يحاولون توسيع نشاطهم عن طريق الاستيلاء على اليونسكو، وفى ظل ذلك الوزير توفى دكتور عبد العظيم رمضان أحد أهم مؤرخى العرب طواه النسيان الرسمى لمجرد أنه كان من أنصار السلام. ثم نأخذ مكتبة الاسكندرية التى كان من المفترض، بحكم التمويل والمنطق وقيمة المعرفة، أن تكون مشروعا عالميا للمعرفة الحرة. ولكن من احتل المناصب الأساسية هم من كانوا يتعاونون مع جهاز الخفاء الإجرامى فى المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولى بالإضافة الى ضباط الأجهزة الأمنية، وفيها نصب سوق أوهام وحشيش " الإصلاح السياسى من الداخل". إن المكتبة ينقصها فقط غرف للاستجواب والتعذيب كى تصبح مقرا حقيقيا للمخابرات. ولم يكن مستغربا أن يحذوا حذو أضرابهم فى أمانة السطو والتوريث فى محاولة الاستيلاء على رئات التنفس لأحياء الأسكندرية على الكورنيش والتى أقيمت عليها المسارح الشمعية الناصرية والتى كانت حدائق نضرة فى التصميم الإيطالى الجميل للأسكندرية من أجل إقامة أبراج قبيحة أخرى مثل سان استيفانو. إننى أدعو كل من يستحق وصف مثقف حر فى العالم أن يقاطع تلك المكتبة وكل مؤسسات الثقافة الرسمية فى مصر إلى أن يعود جراد يوليو من حيث أتى.
س : ألا تعتقد معى أن البعض، ولا أعرف حجمهم، يوافق على ما تسميه السطو أو التوريث؟
ج : هناك دائما من يستفيد من الجريمة ، والتوريث ليس إلا كذلك، يستفيد منه، بجوار جماعات الأعمال القذرة، أحزاب المعارضة الديكورية التى تحولت إلى شركات تجارية، والبيروقراطية الأمنية والعسكرية والإخوان المسلمين والمؤسسات الدينية والكنيسة القبطية وكل أعداء الدولة المدنية، ومعهم بالطبع بعض من يدفعهم غياب الوعى السياسى طوال 54 سنة. إن كل ماهو فائض عن الحاجة الاجتماعية يحكم مصر ويستفيد من التوريث. ومن هنا أذكرك أن الملك فاروق كان سليل أسرة ملكية عمرها قرن و نصف غادر مصر والعرش خلال ثلاثة أيام، ولم يقاوم قائلا : "العرش لا يساوى نقطة دم"، والآن لدينا رئيس جاء من فئة الكادحين الريفيين طاعن فى السن ومصاب فى آن واحد بميول العنف والاستعلاء مع رهاب الفزع من نوع "ماكبث" الشيكسبيرى، ولم يثبت أنه يتمتع بالحد الأدنى من مؤهلات منصب بهذه الخطورة طوال ثلاثة عقود تقريبا، انتهج سياسة اليوم بيوم والمواقف المزدوجة فعاد الى نقطة الصفر السياسى، ويمهد لتوريث جمهورية عسكرية فى ظل حملة مخزية من التحايل والكذب.
س : الرئيس مبارك كان قائدا لسلاح الطيران؟
ج : وكان نائبا لرئيس الجمهورية، أعرف ذلك طبعا، إلا أنه من المعروف أن المناصب القيادية فى الدول المتخلفة تخضع لمعايير الولاء والثقة، وإذا سلمنا بذلك فلا محل للكفاءة بالتأكيد.
س: : من أى زاوية تنظر إلى مشروع صكوك الملكية الشعبية الذى طرحه نجل الرئيس مؤخرا؟
ج : أعترف أننى كنت أتوقع شيئا من هذا القبيل، إنه شىء يتجاوز دوائر التبديد المفرغة إلى النهب والتخريب المقصود مع المزيد من الديماجوجيا.
س : نهب وتخريب على أى نحو؟
ج : دعنى أولا أشرح ما أقصده بدوائر التبديد المفرغة، كان الإصلاح والتغيير طوال عشر سنوات مضت على الأقل يتناول حكم الرئيس مبارك ونظامه ورجاله، ومن المثير للسخرية أن من يجب تغييرهم هم من تصدوا للحديث عن "الإصلاح من الداخل" و "الخصوصية الثقافية" و"نحن لانتلقى دروسا من أحد"، وماشابه ، من الطبيعى أن تزداد الأمور سوءا، أنه درس فحواه عندما تتراجع السياسة والعمل الاجتماعى تتقدم الجريمة الرسمية والغوغائية والعفن الأمنى والاجتماعى. إنها ثنائية ذات تناسب عكسى، الدولة المركزية العاتية فى مواجهة المجتمع الضعيف المفكك، كيف يمكن عكس تلك الثنائية؟ كيف يمكن إعادة السياسة إلى المجتمع ثم إلى الدولة؟ تلك هى المسألة المصرية حاليا.
س : لماذ هو نهب وتخريب إذا كان يقدم شيئا للمجتمع، طبقا لمفهومك السابق؟
ج : تاريخ جمهورية يوليو هو تاريخ صناعة قاعدة الولاء عن طريق النهب الذى بدأ بممتلكات العائلة المالكة ثم اليهود ثم كبار رجال الأعمال الكبار ثم جماعات المتمصرين الذين يشكلون عصب الطبقة الوسطى ثم المضاربة على ممتلكات العائلات القبطية وهكذا تحت اسم التطهير ثم الحراسات والتمصير والتأميم والانفتاح، وبعد ذلك نهب بنوك القطاع العام والقروض والمعونات فى ظل حكم الرئيس مبارك، ثم تدهورت الأمور إلى التحالف مع الأموال الساخنة والمغسولة بالمضاربة على الأراضى والعقارات والقرى السياحية، ولكن بعد الفضائح المتتالية وتعثر كل شىء تحاول "أمانة السطو على السلطة" تجديد قاعدة الولاء بواسطة جزء كبير من آخر موارد يمكن مستقبلا أن تعيد القوة إلى المجتمع وذلك عبر نقل صورى ومزيف للملكية عبر أوراق فاقدة القيمة والنزاهة والكفاءة، فى حين تظل الموارد تحت إدارتهم يتحكمون فى خسائرها وربحيتها إلى أن تنتهى ملكيتها إلى عصابات قديمة وجديدة، وخاصة أن السيد جمال مبارك له تاريخ فى مثل هذه الأنشطة، إذ حصل على ثروة طائلة فيما سمي شراء ديون مصر من نظام حكم والده، وله علاقة بشركات الأوراق المالية. إن تفسير الأزمة العالمية الحالية فى جانب من جوانبه يتعلق بضرورة وضع ضوابط على المؤسسات المالية وإعادة توثيق علاقتها بالاقتصاد حتى "لا تصبح هناك مخاطر يدفع ثمنها الآخرون، وحتى لا تكون هناك حوافز دون مسئولية" كما قال جورج براون رئيس الوزراء البريطانى، ولا أجد ما أقوله سوى ما قاله تشرشل عن هتلر: "أوقفوه الآن وفورا".
للحوار جزء ثان
الله عيلك يا محمود بية والله اشجينى كمان وكمان
تحياتى مدير المنتدى م/ عبدالله راضى